في محاولة لتفسير اختلاط الحابل بالنابل في السياسة المصرية و توضيح لماذا اجتمع ما يبدو انهم اضداد ضد الثورة فهذا ملخص سريع لموقف الاطراف التي تهيمن على الحكم في مصر الان بعد انتخابات وصفت بالنزيهة و لكنها في حقيقتها ليست كذلك فهي انتخابات تمت هندستها مخابراتيا و بناء على قواعد معلومات لا يملكها الا المخابرات و اجهزة الامن و تم اختيار الاف الموظفين الذين نظموها واشرفوا عليها غير القضاة عن طريق النظام اما القضاة انفسهم فحدث و لا حرج طالما بقى النائب العام في مكانه و لم يسقط مع النظام
هؤلاء هم من يتقاسمون الحكم في مصر الان بأيجاز شديد
الامريكان : يعرفون ان خروج مصر عن السيطرة سيسبب لهم أكبر الضرر في المنطقة و سيستغرق الامر عقودا طويلة لاصلاح هذا الضرر و ربما قد لا يستطيعون على الأطلاق فخروج مصر عن السيطرة يعني أستقلال مصر و عودتها كقائد للعرب و للتحرر من السيطرة الامريكية الاسرائيلية على المنطقة بأسرها مما سيؤدي تدريجيا لزعامتها العربية و الافريقية و الدول الاسلامية و هذا كله يسبب أكبر الضرر لأمريكا و أقتصادها و لكل ما بنت عليه سياساتها الخارجية و العسكرية و هم لم ينسوا بعد تجربة عبد الناصر و التي ضربوها بقسوة و مازالوا يحاربون كل من ينادي بأفكار القومية و العروبة و محاربة اسرائيل و من يدعمها و قد لجأوا منذ اتفاقيات السلام لخلق ودعم طبقة من رجال الاعمال للسيطرة على المجتمع المصري و الترويج لافكارهم في برنامج طويل المدى للسيطرة على كل مشاعر الكره و العداء لاسرائيل و امريكا و نشر مفاهيم الامر الواقع و ان لا مصلحة في معاندة الامريكان و اسرائيل وان السلام سيجلب الخير بمرور الوقت و هم في هذا انما يهدفون فقط للقضاء على كل معاني الوطنية و الاستقلال التي ميزت المصريين طوال التاريخ لذلك كله فلا يهمهم الا أحتواء اي نظام يقوم في مصر حتى تبقى مصر دائما تحت السيطرة و دوافعهم لذلك
· ضمان امن اسرائيل
· الاستفادة من ثقل مصر التاريخي في تحقيق مصالح امريكا في المنطقة (بترول / عمليات مخابراتية/ تأمين مرور في قناة السويس/..........)
· منع مصر من لعب دورها التاريخي و الطبيعي كقائد للعرب و مركز تأثير قوي يلتف حوله و يصطف خلفه كل العرب فيما يمثل عودة حقيقية لمشروع الوحدة العربية
· منع أي تيار وطني حقيقي منادي بالاستقلال (خارج عن السيطرة)من الوصول للحكم في مصر و هذا ينسف كل ما سبق
المجلس العسكري: يهمه في المقام الاول اقناع الامريكان بأنه صاحب التأثير الأكبر في مصر و القادر على تحقيق كل سياساتهم في مصر و المنطقة و ان عليهم الا يحاولوا اللجوء لغيره و خصوصا التيارات الدينية فهو الوحيد القادر على السيطرة عليها و أقناعها بالأعتدال (على الطريقة الامريكية و الخليجية) و أقناعهم ايضا انه يستطيع أختواء أو ضرب كل التيارات الوطنية التي تنادي بالاستقلال عن السيطرة الامريكية و المعادية لأسرائيل (الناصريين و القوميين ) بأستخدام التيارات الدينية الواقعة تحت سيطرته و ان لجوء الامريكان لدعم جماعات ليبرالية ذات توجه امريكي لابد و ان يتم من خلاله و على طريقته و الا فأن التيارات الدينية ستخرج عن السيطرة
أهم رسالة و الأخطر على الأطلاق يستمع لها الامريكان من المجلس هي انه هو من يحمي الجيش المصري من سيطرة التيارات الدينية التى قد تخرج عن السيطرة بدون وجوده و هو ايضا من يحمي الجيش من ان ينضم للثورة على غرار تجربة الضباط الاحرار في الخمسينات
الخلاصة ان المجلس يمرر رسالة انه هو و ليس مبارك من حافظ على الاوضاع المصرية التي سمحت بكل الخدمات التي قدمت لامريكا و اسرائيل خلال الخمسة و الثلاثين عاما الماضية و انهم أخطأوا بالاعتقاد ان مبارك هو صاحب الكلمة العليا
الأخوان : بشتى الوسائل يمررون رسائل للمجلس العسكري و القوى الخارجية و أهمها امريكا بأنهم الأقوى في مصر و انهم يستطيعون السيطرة على الشارع و على المجلس العسكري الأعتماد عليهم في هذا ( و يهدفون في ذلك لأقناع الامريكان بانهم أولى من المجلس العسكري بالحكم ) و يستخدمون دعايات تستهدف الامريكان و منها حرية التجارة و القدرة على تحييد مشاعر الكره لأسرائيل و الحفاظ على السلام معها (اذا وصلوا للحكم سيتم استخدام ذلك للمساومة مع الامريكان لضمان دعمهم ) و رغم ان المجلس خاب امله فيهم وقت الثورة حين حاول عن طريقهم كبح جماح الثورة و لكنهم حاولوا في البداية و لكن فشلوا فلجأوا لأمساك العصا من المنتصف و التظاهر بالثورة و أظهار تأييدهم لها حتى لا يخسروا سيطرتهم على اتباعهم و يحافظوا على صورة وهمية في ذهن العامة ( تذكروا جيدا انهم كانوا الرئيسيين و في بعض الاوقات الوحيدين الذين تفاوض معهم مجلس العسكر و المخابرات خلال الثمانية عشر يوما من اجل اقناع المتظاهرين بأخلاء الميدان و بدء حوار مع النظام)
الأخوان يعرفون ان كلامهم عن دولة الخلافة مستحيل التحقيق و لهذا هم يضعون أهدافهم و توجهاتهم حسب مقتضيات كل مرحلة و بما يناسب القوى المؤثرة و لهذا تتغير مواقفهم بتغير المراحل و في الحقيقة ليس لهم توجه وطني حقيقي كجماعة و لكن الأفراد فيها قد يكون لهم هذا التوجه
السلفيين : هم مجموعات كثير مختلفة بأختلاف شيخ كل مجموعه و كانو دائما يستخدمون لتحييد المواطنيين المتدينين عن الخوض في غمار السياسة و كلهم كانوا تحت السيطرة من امن الدولة و منهم كان يتم تصعيد الجهاديين و استغلال بعضهم للقيام بعمليات لمصلحة النظام و الايحاء بوجود تنظيمات ارهابية و منهم ايضا كان يخرج شباب جهاديين ينخرطون مع جماعات جهادية في غزة و في العراق و يتم الايقاع بهم دائما عن طريق اصدقائهم السلفيين.....هؤلاء تم دفهم للسياسة فقط من اجل تهديد الاخوان و اشعارهم بأنهم ليسو الوحيدين الذين يقودون تيار الاسلام السياسي و أن هناك من قد يكون لهم دور اكبر منهم و ايضا هم يحصلون على دعم مباشر من الخليج و السعودية خصوصا و السماح لهم بحرية العمل جاء بتوافق مخابراتي مع السعودية و جاء على هوى المجلس العسكري
كان هذا تلخيص لماهية كل منهم اما ما يقومون به داخليا في محاولات الحصول على دعم شعبي فهذا موضوع اخر اتمنى ان اخوض فيه لاحقا