السبت، 7 يوليو 2012

ثورة شعب ام نخبة خائبة

بعد نجاح مرسي الاخواني و ما صاحبه من تضليل للوعي العام و انكشاف نخبة محسوبة على الثورة فأنا هنا أسجل نقاط مهمة و حقيقية  حتى لا تتوه الامور و تنسب الثورة الى أعدائها و من خانوها و لتحديد حقيقة الثورة و أعدائها الحقيقيين  المرتعدون منها:
1.       أنتقال السلطة في مصر من مبارك المريض او في حال موته كان الشغل الشاغل لأمريكا و أسرائيل و لكل عملائهم في مصر و العالم العربي.
2.       تم أعداد عدة سيناريوهات شملت أسماء مختلفة و كان هدف امريكا و اسرائيل هو ضمان استمرار نفس النظام الذي يخدم مصالحهم و ليس فقط الحفاظ على اتفاقيات السلام مع أسرائيل.
3.       و كان هدف العملاء ان يستمر دورهم مع امريكا و ان لا تضحي بهم و  تلجأ لعملاء جدد.
4.       في كل السيناريوهات كان هناك أفتراضا لنوع من الاحتجاجات او الاضطرابات و بعضها سيكون مصطنعا للتغطية على اي احتجاجات حقيقية.
5.       كان الامريكان يعلمون جيدا مدى الغضب الشعبي ضد سياسات مبارك الأمنية و الاقتصادية و الخارجية التي وضعت مصر في وضع مهين.
6.       الاطياف السياسية في مصر التي تخاف منها امريكا و تحاربها بصفة منهجية هم الوطنيون المستقلين والقوميون و الناصريون و اليساريين المنتشرين بين الطبقات العمالية و الشعبية الفقيرة الكادحة كانت عن طريق نظام مبارك تحاول بشتى الطرق تشويه سمعتهة رموزهم بالاشاعات او بأستمالتهم للنظام ثم فضحهم حتى لا يكون لهم مصداقية و سقط كثيرون من هؤلاء في هذا الفخ
7.       لا تخاف امريكا من الاسلاميين طالما استطاع النظام السيطرة عليهم و احتوائهم امنيا و اقتصاديا فهم و ان كانوا في المعارضة ظاهريا الا انهم اهم ادوات النظام في ضرب الوطنيين و القوميين الذين هم ضد السياسات الامريكية على طول الخط.
8.       الجيش المصري هو القوة الحقيقية على الارض التي تضمن حفظ النظام و لذا كان الحرص على وحدته من كل الاطراف قبل و بعد الثورة ليس لمصلحة الوطن و لكن لمصلحة النظام الخادم لأمريكا. فأي انقسام في الجيش المصري سيكون الضرر الاكبر على اسرائيل و أمنها و سيكون خطرا على جنرالات المعونة الامريكية و مخابرات سليمان و سيفتح الباب لوصول تنظيمات كثيرة لداخل الجيش و بالتالي خلق بؤرة صراع مرعبة في واحدة من أهم دول المنطقة و الامريكان و الاسرائيليين حاليا غير قادرين على تحمل هذا الموقف و ان كانوا لن يمانعوا فيه ان استعدوا له مستقبلا و هنا تفسير ما يحدث في سوريا من تفجير للصراع ثم محاولة احتوائه دون حله جذريا كتجربة لما ينوون تطبيقه في مصر اكبر دول المواجهة مع اسرائيل.
9.       في أطار الاستعداد لنقل السلطة في مصر من مبارك لمن سيختاره الامريكان و أغلب الظن عمر سليمان او أحد جنرالات الجيش  او جمال مبارك استعانت امريكا بمنظمات العمل المدني لتهيئة كوادر تستطيع الحشد و تطالب بالديموقراطية لخلق مناخ عام بأن التنغيير جاء  بناء على مطالب شعبية.
10.   كل نطاق عمل و أفكار منظمات المجتمع المدني تركز على الديموقراطية و كيفية الحشد و توجيه الرأي العام و لم يتطرق الى العلاقة بين مصر و أسرائيل و هي أهم مافي الموضوع. و أن كان يقترب منه في الكلام عن لحرية الاقتصادية و السلام و أبعاد العسكر عموما عن الحكم.
11.   كان الامريكان يتوقعون اضطرابات و ثورة في مصر قبل انتقال السلطة من مبارك الى خليفته و كذلك كان الجميع يتوقع هذا و لم تكن الثورة في حد ذاتها مفاجأة و لكن المفاجأة الحقيقية هي في مشاركة الملايين و بأهداف غير ما كان يخططون له.
12.   و لأن نقل السلطة و سيناريوهاته قد تم التخطيط لها طويلا في الداخل و الخارج و كان اهم ما فيها استغلال الحراك الشعبي و الغضب المتصاعد و التيارات الساسية التي كانت تتحرك على الارض خلال السنوات العشرة الاخيرة من حكم مبارك الذي سيطر تماما على المعارضة الظاهرية كالأخوان و الأحزاب الليبرالية و اليسارية فأنه تم الدفع بوجوه جديدة و التسويق لها اعلاميا بهد ان تعرضت كل الرموز الموجودة على الساحة للتشوية بسبب تورطهم في صفقات او تفاهمات مع النظام القائم.
13.   ينبغي الأن لفت النظر ان نظام مبارك تعمد في خلال العشرين عاما الاخيرة أختيار معارضية السياسيين و الاعلاميين فتم التفاهم مع الأخوان ليعلو صوتهم على اي معارضة حقيقية و هذا يتفق مع مصلحة امريكية و اسرائيلية، حيث ان معارضة أخرى ستكون بالطبع وطنية و معادية لأسرائيل . في نفس الوقت تم شراء ذمم احزاب ليبرالية مثل الوفد ليصبح مثلال للمعارضة الليبرالية التي تتفق مع النظام في كل شئ ثم تجعجع في الاعلام بأي كلام و تفقد بالتالي تاثيرها في الشارع و ايضا أحتواء و السيطرة على قيادات احزاب يسارية  مثل التجمع و جعلهم في صف النظام ضد التيارت الدينية بالاضافة الى قيادات قومية و ناصرية مختلقة او مندسة على تلك التيارات من أمن الدولة و في النهاية فقد معظم المعارضين مصداقيتهم عند رجل الشارع.
14.   أعلاميا فأن القنوات الخاصة كان يترك لها مجال من الحرية للتحدث بصوت عالي نوعا ما و لكن ضمن سياسات عامة فهي في النهاية مع النظام و لكن لا مانع من جذب الناس اليها لضمان السيطرة عليهم او تخويفهم منها حتى يتمسكوا بالتلفزيون الرسمي و في الصحافة كانت روز اليوسف المثال الاخطر بتاريخها القوي  في معارضة النظام و سمعتها في هذا المجال لتصبح بقدرة قادر من أهم الابواق دفاعا عنه و الاهرام ذو التاريخ الرصين اذ به يخرج عن رصانته و ينافس جمهورية سمير رجب
15.   في خلال كل هذا الأداء السياسي و الاعلامي الرخيص الذي يضمن سيطرة النظام على عقول و وجدان المصريين كان لا بد من ظهور رموز شبابية و تلميعها اعلاميا كمستقلين او كتيار جديد و نسج الأساطير حول معارضتها للنظام على غير الحقيقة لأستقطاب كل من يفلت من تلك السيطرة على العقول و بعضها كان دينيا مثل عمرو خالد و أعلاميا مثل المسلماني أضافة الى أعلاميين في الفضائيات المختلفة او محللين سياسيين مثل عمرو حمزاوي و كل هؤلاء يدورون في نفس فلك ثقافة كامب دافيد التي في النهاية تخدم الاهداف الامريكية و الاسرائيلية.
16.   كان النظام و قبله امريكا و اسرائيل يتوقع الثورة او زيادة الأحتجاجات و كان الثلاثة رغم اتفاقهم فكانوا يترصدون بعضهم بعضا خوفا من ان يقدم اي من الاطراف على التصرف منفردا و هو ما كان يحدث طوال الوقت فكل منهم له تصرفاته و افعاله التي تخدم مصالحه و خصوصا النظان الذي كل امانيه استمرار الحصول على الوكالة الامريكية لحكم مصر
17.  بالنسبة للثورة المصرية – او اي ثورة في الدول العربية و خصوصا دول المواجهة مع اسرائيل - فلا يجب مقارنتها بأي ثورات عبر التاريخ فهناك ما يميزنا عن اي شعب في العالم و في التاريخ و هو بمنتهى البساطة وجود كيان سرطاني اسمه اسرائيل بيننا و هدفه الاساسي اضعافنا كلنا للسيطرة على مقدراتنا و للقضاء على كل من يفكر في مقاومته و هذا الكيان تمت زراعته على حساب أرض و شعب فلسطين العربي هذا الكيان لم يوجد مثله في التاريخ و لا يمكن فهم و تحليل ثورات الشعوب و تغيير انظمة الحكم عندنا و استبعاده من الصورة فهذا الكيان و بما يحظى به من دعم من قوى دولية يجب دائما وضعه في الاعتبار عند قراءة اي حدث في منطقتنا العربية.
18.     اللاعب الاساسي في كل ما سبق كان عمر سليمان حليف النظام و حليف امريكا و اسرائيل و صاحب العلاقات القوية مع كل التنظيمات الدينية و اليتارات الساسية و كل الانظمة العربية بأختلاف توجهاتها و اللاعب على كل الحبال.
18.   كان كل شئ متوقعا و مخططا له بصورة او بأخرى و كل طرف كان يخطط للأستفادة منه بطريقته بل و كل الأطراف زرعت مندسين بين من خططوا او ايدوا الثورة او انضموا اليها في لحظاتها الاولى
19.   الذي لم يكن متوقعا هو الملايين التي خرجت و رفضت كل هؤلاء و وضعت الجميع في موقف محرج و لم تقبل الحلول الوسط فلم يكن بدا من كل الاطراف ان تنصاع لها و لو مؤقتا ثم استدراجها لكل ما حدث بعد الثورة
20.   الذي فات عليهم كلهم ان كسر الخوف كان اهم شئ تحقق للمصريين و لذا كانت استراتيجيتهم في أطالة الفترة الانتقالية و خداع الشعب بانتخابات قد تقنعه بأنه كسب شيئاو هو بالحقيقة لم يحقق اي شئ بعد
21.   و تستمر استراتيجية أعادة الخوف لقلوب المصريين بتصعيد التيارات الدينية و قبلها الانفلاتات الامنية ثم تهدي المصريين بحروب جديدة في سيناء و القيام بمجازر في محمد محمود و مجلس الوزراء بورسعيد و العباسية
22.   حتى في الانتخابات الرئاسية و ما قبلها كان يتم التلميع الاعلامي لرموز لم يعرف عنها الثورة من قبل بغرض تفتيت اصوات الثوريين او الوطنيين الحقيقيين و ليصبح العامل الاهم في اختيار الرئيس هو مدنية او دينية الدولة  او بمعنى اصح بتخويف الناس من الاختيار الاخر
23.   ابو الفتوح الاخواني و من قيادات الجماعة الاسلامية التي اغتالت السادات اصبح بقدرة قادر ليبراليا و ثوريا لمجرد انه وقف يوم 25يناير يخطب بحماسة في عساكر الامن المركزي
24.   عمرو موسى أصبح معبرا عن الثورة و عن التغيير و هو الذي نزل للتحرير بغرض خداع الثوار و اقناعهم بالانسحاب من الميدان و كل مؤهلاته هي اغنية لشعبان عبد الرحيم.
25.   اشتداد الحملات على حمدين صباحي و هو الوحيد بين كل المرشحين الذي يشهد له تاريخه النضالي الثوري و هو الوحيد بدون اي دعم من جماعة او تنظيم لكن كل ما ينادي به هو قبل اي شئ ضد سياسات امريكا و اسرائيل في مصر.
26.   و كان هناك من يكذب على الشباب مستغربا- كذبا - الصعود المفاجئ لحمدين و تناسى عن عمد تاريخ حمدين و تناسى ان الملايين الذين خرجوا في يناير لم يعرفوا البرادعي و لاستة ابريل و لم يكونوا مؤيدين للأخوان و لا السلفيين الذين يعارضون الخروج على الحاكم و انما ملاييين المصريين فقراء و متعلمين و كادحين لا يعرفوا الا شيئا واحدا وهو ان البلد قد تم بيعها للأمريكان و الاسرائيليين لينتفع النظام فقط و رجال اعماله و يزيد بؤس المصريين و فقرهم... هؤلاء الملايين يعرفون جيدا الحالة التي وصلت اليها بلادهم بسبب عمالة النظام لأمريكا و اسرائيل و يدركون مدى الضرر الذي لحق بصورة مصر بين الدول و بكرامتهم الوطنية بسبب تخاذل هذا النظام في كثير من المواقف.
27.   خلال كل ماسبق فأن قيادات مبارك العسكرية و المخابراتية مازالوا يراهنون على امريكا و على كسب دعمها و اقناعها بأنهم الاجدر بالوكالة لحكم مصر و الامريكان في نفس الوقت لا يمانعون في ذلك و لكن يزيدون الضغط عليهم بدعم تيارات الاخوان حتى تضمن السيطرة الكاملة عليهم و ختى لا يشعرون بأنهم الوحيديين على الحجر كما بالتعبير العامي
28.   تعمد عسكر مبارك منذ اليوم الاول اشغال المصريين ببعض بعيدا عنهم و فشلوا في كل المرات بدأ من عصام شرف ثم البرلمان و حتى الانتخابات الرئاسية و تعمدوا ايضا تهديد المصريين بالتيارات الدينية حتى يرضخ المصريين لأستبداد عسكر مبارك و تعمد الامريكان من خلال كثير من مواليهم المحسوبين على الثورة استغلال موقف عسكر مبارك و استخدام شعار ضد العسكر الى كل ما هو ضد ثورة يوليو و ربط كل مساوئ عسكر مبارك بعسكر يوليو و بعبد الناصر و لكن المصريين لم يبلعوا هذا الطعم بعد و لم يبلعه سوى النخبة المتواطئة لأن المصريين و حتى البسطاء منهم يعرفون ان اكثر ما يعيب قيادات الجيش هو تلقيهم الدعم و المعونة من امريكا عدوة ثورة يوليو من الاساس.  اذا فأن العداء لثورة يوليو ليس لأخطائها و لا لأعسكرها بقدر ما هو عداء لموقفها من اسرائيل و امريكا
29.   اما الأخوان فهم انتهازيين في كل عصر و أوان و مرتزقة لحساب من بيه القوة و وظيفتهم الاساسية هي في علو صوتهم كمعارضة رئيسية حتى لا يتأثر الشعب بالمعارضة الحقيقية الوطنية يريدون دائما تصفية كل المعارضين الوطنيين لحساب النظام الحاكم و نسج العلاقات معه حتى يتغللوا بداخله و يسيطروا عليه و لم يفهموا دائما ان من يخون شعبه لن يثق فيه اي نظام حاكم لأنه بطبعه خائن و يفهم سلوكيات الخونة و لن يثق فيهم مطلقا و سيقضي عليهم قبل ان يقضوا عليه و لكن هذه المره هم معهم ورقة جديدة و هي امريكا التي تلعب بكل الخيوط
30.   ثورة ملايين المصريين لست ثورة النخبة و لا ثورة منظمات المجتمع المدني بل هي نتاج تاريخ نضالي طويل و عذاب ملايين الكادحين الذين يؤمنون بوطنهم و بأنهم اصحاب هذا الوطن و مازالت كرامتهم هي كرامة الوطن و هؤلاء لن يهزموا و لن يتنازلوا عن ما يختزنوه في اعماقهم قد يسكتون حينا و لكن ليس للأبد قد تضطرب حساباتهم البسيطة و لكن لن تختل معتقداتهم.. كلهم مصريون و كلهم يؤمنون بالله بطريقتهم منذ فجر التاريخ و كلهم يعرفون ان انظمتهم بعد عبد الناصر ليست فوق مستوى الشبهات و متأكدين من ان مبارك و نظامه خونة و ان أعدائنا التاريخيين اسرائيل و امريكا سيفعلون اي شئ للسيطرة علينا و اضعافنا و كلهم يحلمون بقائد شجاع يمثل أحلام الوطن و النموذج الذي في الوجدان هو عبد الناصر و الحلم هو القضاء على اسرائيل و تحرير فلسطين.
31.    ما زال التيار المصري الشعبي الذي يحترم مواقف ثورة يوليو ضد التبعية للغرب الاستعماري  و قيادة مصر للعرب و رفع راسها عاليا و وقوفها مع الفقراء و الكادحين نفس هذا التيار يعرف السقطات الامنية لثورة يوليو و لكن بمنتهى البساطة يعرف ايضا ان نفس السقطات البوليسية ميزت كل من سبق ثورة يوليو و ما تلاها فالمقارنة هنا غير مجدية. مازال هذا التيار الشعبي هو الذي يخيف امريكا و اسرائيل و عسكر مبارك و لهذا يتفق الجميع على ضربه و تشويهه و ارهابه بالأخوان و بأعلام كامب دافيد الذي يخدم مصالح امريكا و عملائها و بأستخدام نخبة محسوبة على الثورة لكنها بعيدا كل البعد عن قلب هذا التيار الشعبي الحقيقي الذي مازال يبحث عن قائد شجاع