السبت، 29 سبتمبر 2012

خلط الأوراق مرة أخرى


ما يلي هو كوبي و بست لنفس الموضوع بنفس العنوان كنت قد كتبته في 18 فبراير 2012 و الان أعيد نشره مع تصحيح بعض الاخطاء الاملائية و هي موضحة باللون الأحمر. و السبب هو خطاب أوباما في الجمعية العامة للأمم المتحدة و كل ما يحتوية من مغالطات تهدغ لوضع قواعد جديدة للعبة و تغيير مفاهيم الثورات العربية على طريقة ثقافة كامب دافيد و التي تهدف لتفريغ اي حراك شعبي من اي علاقة بالصراع العربي الاسرائيلي بل و تهدف الى تحويله لمصلحة الموقف الامريكي الذي يصر على اجبارنا كشعوب على قبول هذا الكيان المجرم المسمى اسرائيل :

 كتبت على تويتر ان ماحدث في ليبيا و ما يحدث في سوريا هو خلط للاوراق برعاية امريكية الغرض منه أرباك كل الشعوب العربية و خصوصا مصر
و سألني سائل كيف و لماذا و طلب توضيحا لم كتبت و لم يكن باستطاعتي الرد على تويتر لضيق المساحة المسموحة  و اتمنى ان يكون التوضيح التالي كافيا و انا لست بكاتب و لا محلل استراتيجي فقط احاول ان افهم ما يدور حولي في هذا العالم


مع أحترامي الكامل و أيماني بالشعوب العربية كلها و خصوصا أخواننا الليبيين و أهلي في سوريا الحبيبة الا أني سألخص الموضوع في النقاط الايتة:
1.       عندما قام الشعب التونسي بثورته  و التى كانت شرارتها ما فعله البوعزيزي و تصاعد الغضب سريعا و أمتد لمعظم المدن التونسية لم  تستطع الحكومات الغربية و بالأخص امريكا في ان تساعده (بن علي ) لعدة اسباب اولها انه اصبح غير ذو قيمة عندهم و اعتقادهم بقدرتهم على خلق نظام بديل له بعد ذلك و ثانيها انه و قد اصبح بلا قيمة لهم فلم يستحق ان يحرجوا انفسهم مع شعوبهم بعد ان خرجت الاخبار للعالم كله و تعاطف شعوب العالم مع التونسيين و البوعزيزي و ثالثا لأن الغرب و امريكا على وجه الخصوص و قد أظهرت نفسها كداعية للديموقراطية في الأعوام الأخيرة لم تريد ان تشوه تلك الصورة و التي يراد الاستفادة بها  مع أنظمة أكثر اهمية بالنسبة لهم في الوقت الحالي و المستقبل القريب
2.       في مصر و خلال السنين الاخيرة كان الامريكان و الاسرائيليين مشغولين بمبارك الذي تقدم في السن و يجب ان يفكروا في من يخلفه في حكم مصر و كانوا قد أطمأنوا من عمر سايمان و مبارك بقدرتهم على القيام بنقل سلمي هادئ للسلطة يحقق لهم استمرار نفس النظام و في جميع الاحوال فأن الامريكان و قد وضعوا البدائل و الاحتمالات و من بينها قيام حركات  احتجاجية الا انهم اعتقدوا انها ستكون محدودة و هم الذين اعتقدو ان مبارك و مخابراته يستطيعون احتواء اي اضطرابات في مصر و جدير بالذكر ان وجود نظام مصري متحالف مع امريكا بنفس طريقة نظام مبارك هو أهم هدف للأمريكان في المنطقة لتحييد مصر تماما و احتوائها و السيطرة عليها....و هم يعلمون ان خروج مصر عن نطاق السيطرة الامريكية مهناه عودة القومية العربية تلقائيا و  زيادة الضغط على اسرائيل و اشعال كل الجبهات معها
3.       في ليبيا  كان الامريكان قد استطاعوا احتواء القذافي  و  القيام  بصفقات سياسية و بترولية معه..و لم يكن القذافي نفسه يعاني من مشاكل في الداخل فهو مسيطر على الاوضاع و معارضيه غير مؤثرين بالمرة و أحتمال قيام اي ثورة ضده ضعيف للغاية لشعبيته النسبية في الداخل و قدرته على احتواء اي معارضة أو قمعها و لكن الامريكان كعادتهم خلال سنوات القطيعة و الحصار للقذاي كانوا قد استقطبوا الكثير من معارضي القذافي في الخارج و  ربما كانت هناك خطط لغزو ليبيا  و لكن تاخر أو أوقف تنفيذها تحسبا لردود الفعل الشعبية في ليبيا و باقي الدول العربية
4.       في سوريا  يتمتع الاسد بشعبية قوية لشخصه و لكن نظامه القمعي كان يرهب الشعب السوري و كان الاعلام  يؤثر بشكل مباشر في السيطرة على الشعب السوري و في زيادة شعبية الاسد و في حشد التاييد له  بأعتباره زعيم الممانعة العربية بعد ان تخلت كل الدول عن مقاومة اسرائيل و قد تعرض النظام السوري لحملات دبلوماسية قوية موجهة من امريكا و اسرائيل طوال السنين الماضية مع حصار اقتصادي و عقوبات تهدد امريكا بتصعيدها و كل هذا ساهم في التفاف السوريين حول النظام رغم كل ديكتاتزريته و ارهابه و سيطرته البوليسية على الشعب و قد حقق النظام السوري النصر عدة مرات على الحصار الدبلوماسي الامريكي سواء في لبنان او بأجبارهم على فتح صفحة جديدة من العلاقات بعد ان هددوا و توعدوا أكثر من مرة الا انهم كانوا يعودون للتباحث معه و الاعتراف بوزنه و ثقله في المنطقة و خلال هذا كله  كان الامريكان يتربصون بالنظام السوري عن طريق محاكمة اغتيال الحريري  و تشجيع المعارضين السوريين في الخارج لزيادة حملاتهم الاعلامية بالتنسيق مع تيارات الموالاة في لبنان....و كل ما يريد الامريكان من سوريا هو الأمتناع عن تزويد حزب الله بالاسلحة و الدعم السياسي القوي
5.       عندما قامت الثورة في مصر نيتجة  تراكم الغضب الشعبي لسنين طويلة و بعد ان تجسد نموذج الثورة التونسية امام المصريين و هم كانوا يدخرون غضبهم و انفجارهم  لقرب التوريث كان الهم الاول للامريكان هو التاكد من سيطرة نظام مبارك على الغضب الشعبي و دعمه..و لكن لزيادة الغضب و أستحالة اختوائه قرر الامريكان  ليس التضحية بمبارك و لكن أبعاده من الواجهة لأمتصاص الغضب الشعبي و تهدئة الشارع ثم التحول تدريجيا لاقناع المصريين بأنتصار شكلي يرضي حماستهم بديموقراطية زائفة تعيد انتاج نفس النظام الموالي لامريكا و اسرائيل و كل هذا كان من نبت افكار و نصائح عمر سليمان و مخابراته و المجلس العسكري....لكن الامريكان كانوا قد تعلموا الدرس و استشعروا الخطر...فلم يستطيعوا  الاعتماد على طنطاوي الضعيف و على عمر سليمان الذي فشل في توقع ما يحدث و رغم انهم دعموا العسكريين الا انهم لجأوا للضغط عليهم و على الشعب المصري و الشعوب العربية التي ظهر تجاوبها و رد فعلها المتعاطف مع المصريين منذ يوم 25 يناير و رصدته وكالات الانباء و  نقلته للعالم كله.....هنا مكمن الخطر على اسرائيل و امريكا.....هنا تم اللجوء لالة البحث الامريكية في البنتاجون و وزارة الخارجية و تم تكريس كل الاغمكانيات لبلبلة الشعوب العربية بعد اعطائها احساسا مزيفا بالأنتصار و تفريغ الطاقة تم الحشد ضد النظام الليبي و تسريب القاعدة و افارقة للمنطقة الشرقية و ما ان سقط مبارك حتى اشتعلت ليبيا و مع خالص احترامي لكل الليبيين الا ان لا اعتقد ان الظروف في ليبيا او المناخ العام فيها ما يسمح بقيام ثورة.....ربما بداية لثورة قد تقوم بعد سنوات او شهور انما خلال ايام و في شعب معظمه يؤيد القذافي طوعا او كرها فهذا غير منطقي بالمرة....و لتأكيد هذا فأن ما أطلق عليه الثورة في ليبيا بدأ كتمرد عسكري في احد المناطق العسكرية تبعه حملة اعلامية في العالم كله مع صور الضحايا و الاجساد المشوهة و اجزاء الجثث و في خلال ايام يتدخل الناتو بعد مؤتمر هزلي للجامعة العربية التي لم تفعل شيئا طوال تاريخها
6.       كانت ليبيا هي ضغط على اي نظام  حكم قد ينشأ في مصر لأن الدولة الوليدة في ليبيا  ستكون مجرد تابع لأمريكا و الغرب...و هو نفس الوضع قبل و أثناء حرب 1967  و في نفس الوقت دعاية امريكية لغسل الباقي من عقل و وعي الشعوب العربية بأن امريكا و الناتو هم من يدافعون عن الشعوب الغربية ضد حكامهم الفاسدين و الديكتانوريين
7.       بنفس الطريقة تم اشعال الامور في سوريا و لكن لم يتم التصعيد حتى الانتهاء من ليبيا التي فعلا انتهت الاحداث فيها بسرعة مع أعداد مهولة من القتلى و الشهداء  و كأنها رسالة يراد ابلاغها بسرعة لكثيرين في المنطقة لاخافتهم من الدماء و الاقتتال الداخلي و تشجيع البعض الاخر عليه في نفس الوقت
8.       و بالتزامن مع انتهاء ليبيا أزدادت الامور اشتعالا في  سوريا مع ظهور السلاح في ايدي بعض الثائرين...مع حملة اعلامية برعاية امريكية مثل ليبيا تماما  مع ملاحظة اننا لم نشهد مثل تلك الحملات في الثورة المصرية و لا في ما عقب خلع مبارك من احداث و حتى الان
9.       نعم هناك في سوريا من تظاهر طلبا للديموقراطية و الحرية و تحسين مستوى المعيشة و لكن من طالب باسقاط النظام و حمل السلاح هم فصيل مختلف و مرتبط بالخارج و بأمريكا و لا فرق بينهم و بين الجلبي العراقي الذي جاء مع الدبابات الامريكية للعراق...و  غليون و المتحدثة باسمه هم من ذلك النوع.....و السلاح يستمر في التدفق داخل سوريا لشباب سلميين ....و مرة اخرى هل هناك عاقل يعتقد ان الظروف في سوريا كانت مهياة لتلك الثورة المسلحة العنيفة....لا أعتقد ذلك بالمرة.....فقط التدخل الامريكي و تزويد عناصر معينة بالسلاح و استغلال الظروف المحيطة في المنطقة كلها...و طمع الامريكان و الاسرائيليين في أهداف كانت بعيدة عنهم مثل ايران و حزب الله...و وضع المنطقة كلها على حافة بركان و تركه لفترة من الوقت يحاولون خلالها  تحقيق المزيد من المكاسب و اهمها ارهاب الشعوب العربية من فكر الثورة و ان الامريكان هم سيدافعون عن الشعوب و تأصيل فكرة العداء بين  تيارات مختلفة في نفس الشعب و اشعار اي نظام مصري قادم بأنه غير ذو أهمية لأنهم سيسيطرون على سوريا و هي من دول الطوق فلا داعي لان يستغل  اي نظام في مصر وضعها في مواجهة اسرائيل في الحصول على الحماية الامريكية
10.   كل ما يهم امريكا من ثورات الربيع العربي هو حماية اسرائيل اولا و بعد ذلك تأتي الاستفادة من كل تصرف و من كل حادث من اي اتجاه....فيظهر الامريكان الداعمون للحرية...و المدافعون عن الشعوب العربية...و خلق مسافات بين تلك الشعوب....من من ينسى للأخوة في الكويت انهم استعانوا بامريكا لضرب العراق و نفس الحال بالنسبة لليبيا  و هكذا مثل هذا الانقسام الحاد بالنسبة لسوريا و الارتباك و المراوحة في المكان للاغلبية من الشعوب العربية
من الخطأ اعتبار ان كل الثورات العربية متشابهة فما ينطبق على ثورة لا ينطبق على الاخرى و موقف امريكا هو الذي يوضح الفروق بينهما  و مع خالص احترامي و حبي لكل الشعوب العربية فأن الثورة المصرية هي الشغل الشاغل للامريكان    و ان الثورات العربية كلها اتية اتية فلجأ الامريكان الى استعجالها قبل الاوان خلطا للاوراق و أستباقا  لنجاح الثورة المصرية و عودة مصر كمركز للأمة العربية و داعم حقيقي للثورات فيها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق