الأحد، 13 يناير 2013


 دور الجنرالات و الأخوان و اسيادهم الأمريكان


ما يلي هو نفس ما كتبت بالأمس تحت عنوان  ثورة شعب أم نخبة خائبة (2)  دور الجنرالات و الأخوان و اسيادهم الأمريكان لكن مع تصحيح بعض الأخطاء الاملائية و اضافة او تعديل بعض الكلمات  ليس لتغيير موقف بقدر اني لا أراجع ما أكتب جيدا حيث اني أكتب و لا اتوقف و عند المراجعة و بعدها أكتشف اني اراجع ما براسي و ليس ما كتب على الشاشة بسبب تأثري و أنفعالي بالافكار التي تدور  بعقلي و أعتذر لهذا لخطأ المتكرر مني  فأنا لست بمحترف و لا أنفصل انفعاليا عن البوست الا بعد نشره  و عند أعادة قراته أكتشف حجم الأخطاء و انن الكلمات التي براسي لم تخرج على الشاشة كلها كما أريد ...  أعتذر مرة اخرى و ها هو نفس المضوع مع التعديلات الطفيفة الضرورية باللون الأحمر


شاهدت كثيرا هذا الفيديو لسعد الكتاتني في قناة المحور  https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=v_A9EJX7VzQ#
وفي كل مرة  استرجع أحداث الثورة و افهم منه المزيد في ضوء المستجدات و في ضوء المراجعة المستمرة لكل ما حدث في الثورة و  في كل مرة يزداد يقيني بما كنت و مازلت اؤمن به منذ ما قبل الثورة  و يؤكد كل ما يفهمه أي مواطن محترم يفهم طبيعة هذا النظام و الخص مايدور في ذهني بالنقاط التالية:
1.     عند الدعوة للمظاهرات حاول النظام منعها او على الاقل منع تأييدها و تشويه صورة الداعين اليها و الصاق تهم العمالة و التخريب لهم وليسهل عليه لوم وعقاب الداعيين لها و منعهم بالقوة مع اقل معارضة شعبية او اعلامية
2.     تصاعدت الحملات الاعلامية ضد الدعوة للمظاهرات في كل وسائل الاعلام المسيطر علية من قبل النظام و اجهزته الامنية و المخابراتية و  مع تصريحات القيادات السياسية في الحزب الوطني بأن مصر تختلف عن تونس و ان مبارك ليس بن علي......  و محاولة تصوير الامر للغالبية الصامته و لرجل الشارع المصري ان الموضوع بسيط و ان كل الامور تحت السيطرة و ان من يدعون للمظاهرات مجرد قلة منحرفة او مشاغبة
3.     بالتوازي مع ما سبق كانت تقارير اجهزة الامن و المخابرات تتابع الموقف و تعرف خطورته و خصوصا من مخبريها و عملائها المندسين بين الداعين للمظاهرات و في كل اوساط المعارضة و كل التقارير كانت تشير الى ان الداعين للمظاهرات هم مجموعات حديثة و قد تم حصارها اعلاميا و امنيا و منع وصول تأثيرها على المواطن العادي  (رجل الشارع) و الذي يمثل الغالبية العظمى من المصريين الا ان تلك الاجهزة كانت ترصد تزايد مشاعر الغضب من النظام بين كل الطبقات و كل الاوساط و هو  شئ ليس بجديد و لكن الجديد هو ان تم التقاء شرارة المظاهرات بالغضب المتراكم من سنين و هو احتمال كان قائما لسنيين طويلة لكن كان النظام قادرا  على منع حدوث ذلك و أهم اسلحته كانت الامن و الأعلام و تربيطات سرية و سياسية مع قيادات معارضة لها بعض السيطرة على الناشطين في تلك التيارات
4.     و عند الاقتراب من من موعد المظاهرات المقترح 25يناير و قبلها بعشرة  ايام أو اسبوعين  ظهرت دعوات لرفض المظاهرات من رجال الدين و خصوصا مشايخ السلفيين الين لهم تأثير كبير على المواطن العادي مع ملاحظة قيام السلفيين في الاسكندرية بتحريم خروج اي مظاهرات إحتجاجا على مقتل السيد بلال في امن الدولة اثناء التحقيقات في حادث كنيسة القديسين
5.     بالتزامن مع ما سبق خرجت تصريحات قيادات الاخوان برفض المظاهرات و عدم المشاركة فيها ( و اصبح مؤكدا الان ان تلك التصريحات كانت بالتنسيق مع النظام )
6.     في الليلتين السابقتين على 25يناير تم تشديد الحملة الاعلامية ضد المظاهرات و كان للأسلاميين فيها نصيب الأسد لكن تصريحات قيادات الاخوان كانت حيادية في الليلة الاخيرة
7.     بدأت المظاهرات يوم 25يناير و لم يشارك فيها الاسلاميين باي  شكل  و تم منع الامن من الاصطدام بالمتظاهرين في سابقة فريدة و غير معتادة و كان  السبب الواضح انها تفادي لحدوث ردة فعل شعبية قوية ان حدثت مواجهات لكن بعد منتصف الليل و فجر 26يناير تم تفرغ ميدان التحرير من المتظاهرين بالقوة و التوقيت مقصود به ان  يكون معظم المصريين نائمين ولا يتابعوا الحدث مباشرة و لكن فقط يعرفوا في الصباح النتيجة بأخبار مبسطة عن فض مظاهرات او انتهاء الاحتجاجات
8.     منذ السادس و العشرين تزايدت الدعوات ليوم 28 و استمرت المواجهات في السويس و أزدادت قوتها و سقط شهداء و استمرت ايضا في بعض شوارع القاهرة
9.     و مع كل ما سبق وو ضوح موقف الاسلاميين اخوان و سلفيين من المظاهرات و الدعوة لها  و التأكد انهم كانوا يلعبون دور لصالح النظام  لمنع المظاهرات برفضها او تحريمها الا ان النظام قام بتصرف غريب و تم  ترويجه اعلاميا حتى يعرفه الجميع بسرعة شديدة و هو القبض على قيادات الجماعة و كان ابرز المقبوض عليهم مرسي و الكتاتني و صبحي صالح و أخرين و لم يكن هذا اعتباطا او لأنهم شاركوا بالثورة بقدر ما كان اضفاء صفات البطولة عليهم تمهيدا لدسهم او ركوبهم على الثورة
10. جاءت جمعة الغضب و بدون مشاركة حقيقية للتيارات الدينية بأستثناء بعض الأخوان  لأمساك العصا من المنتصف و تنفيذا لتعليمات النظام بالتواجد بين المعتصمين لتمزيق الصفوف و التاثير يهم لكن أهم ملاحظة هي مشاركة ملايين المصريين في الخروج و التعبير عن الغضب الكامن في النفوس لسنوات طويلة و وضحت مشاركة كثير من كبار السن و العواجيز او على الاقل لايحسبوا على سن الشباب. و هؤلاء غضبهم من نظام مبارك يعود لسنيين طويلة قبل ظهور تلك المجموعات الشبابية
11. في نهاية يوم 29 و في عز الانفلات الامني ( الذي مازال منسوبا للنظام) يخرج قيادات الاخوان هاربين من السجون  و يتحدثوا للأعلام و في خلال ايام قليلة يكونوا ضيوفا في معظم برامج التلفزيون و على طاولة مفاوضات مع عمر سليمان  و يقوموا بالترويج لما تم انجازه في المفاوضات و أنه ان الاوان لفض الأعتصام و اقناع الشباب و الشعب ان الثورة حققت مطالبها بتلك الوعود الكاذبة
12. وضح جدا أن رموز الثورة و المثقفين المصريين قد تم خداعهم و تضليلهم اعلاميا بأن الاخوان في صفهم و معارضين للنظام و هذا الفهم اثبت قلة خبرتهم و أكد ما فعله مبارك و نظامه و أعلامه في عقول المصريين
13. وضح ايضا ان غالبية الغاضبين يوم الجمعة 28 و مابعدها و قدروا بالملايين ليسوا نشطاء سياسيين و لا يعرفون 6أبريل و لا البرادعي و غير مؤيدين للأخوان و لا للسلفيين و الأهم انهم لا يعرفون الفيسبوك و لا تويتر و أنما كانوا مواطنيين مصريين واعيين و غاضبين و أحسوا ان اللحظة قد حانت لأخراج  كل الغضب المكتوم منذ سنيين طويلة
14. ما فعله الاخوان مع النظام من تغيير سريع في المواقف من الثورة يؤكد استخدامهم لأختراق الثورة و الظهور بين القوى التي دعت اليها كأكبر و اقدم تيار معارض ثم في توجيه الملايين الغاضبين الذين شاركوا بالثورة تلقائيا و قرارهم لم يكن مخططا و أنما رد فعل تلقائي لأحداث 25  لكنهم (الملايين الغاضبة) لم يكونوا بعيدين عن اسباب الثورة بل كانوا يكظمون غيظهم طوال سنيين و كانوا دائما لا يثقون في الرموز المعارضة على الساحة و قد نجح النظام في نشر فكرة ان الاغلبية غير مهتمة بما يحدث و بالغ في الترويج لفكرة ان المصريين لن يثوروا لتاييد اي معارض
15. و كل ما نسب للأخوان خلال الثمانية عشر يوما من بطولات وهمية و الترويج لها اعلاميا و وقوع كثير من يعتقد انهم ثوار في خطأ الترويج لهم (أيا كان المنطلق) فكل هذا كان فخا مخابراتيا لتبرير مشاركتهم عمر سليمان المفاوضات و تحدثهم  نيابة عن الثورة و الثوار
16. يبقى جزء مهم و هو الفارق بين 25يناير و 28يناير و في رائي أن 25 يناير  قد تم التخطيط لها من اكثر من جهة في نفس الوقت و لكل طرف كانت هناك أجندة او فكرة لشئ  و هذه الأطراف تباينت بين اطراف وطنية صادقة و بين أطراف خارجية و أطراف داخلية تعمل ضمن نظام مبارك نفسه....  و لا اصدق ابدا مقولة ان 25 يناير كان مفاجئا لأمريكا او  لبعض أطراف النظام  فقبلها بسنوات تم التأكد ان مبارك في طريقه للزوال و ان صلاحيتة انتهت كأهم صديق لأمريكا (عميل ) و سياستها في المنطقة و من غير المقبول ان نصدق ان امريكا لم تكن لها سيناريوهات لخلافة مبارك المتوقعة فهذا من قبيل السذاجة السياسية و الجهل الفاضح
17. و من غير المقبول ايضا التسليم بأن مبارك و مخابراته لم يكونوا على علم بما تنوي امريكا فعله لخلافة مبارك و كان الصراع بين مبارك و مخابراته و بين أمريكا و مخابراتها على كيفية و هوية من سيخلف مبارك و هو ما أعطى الايحاء لكثير من المصريين ان مبارك ببعض مواقفه من الامريكان انما كان يرفض التبعية لهم و الحقيقية انه كان فقط يطالب بتعديل شروط التبعية بعدما شعر بان الامريكان قد أعدوا العدة للأستغناء عن خدماته و بدأووا في تحضير البديل
18. ما 28يناير فلقد كان الثورة الحقيقية و المفاجئة للجميع...  تلك الملايين التي لم تكن في حسبان من دعى للنزول 25يناير و من تخفى خلف الدعوة و انتظر ليستثمر ما سيحدث...  ملايين 28يناير هي التي قلبت كل الحسابات.. و غيرت كل المعادلات لكن نقطة الضعف الوحيدة فيها ان كل تلك الملايين لم تكت موجهة و لم تعمل من خلال تنظيمات و لم يكن كل فرد فيها معبرا عن اي شئ بل عن نفسه فقط....  و لهذا استغلت المجموعات المنظمة (أكبرها الأخوان ) الفرصة لركوب الثورة ونتائج الثورة بعد خلع مبارك و غباء جنرالات مبارك اللامتناهي دفعهم للتعاون مع أقدم و اكبر عملائهم و هم الاخوان المسلمين
19. نعود لجنرالات مبارك في الجيش و المخابرات.... و رغم انهم اللاعب الاكبر و يتحكمون في اهم مصادر القوة على الارض و هي الجيش و الأعلام و المعلومات الا انهم لا يملكون من أمر أنفسهم شيئا و قد أثبتوا غبائهم الشديد و افتقارهم لأي طموح شخصي أو وطني...  رغن ان أي موقف كانوا سيتخذونه لتأييد الثورة و تحقيق أمال هذا الشعب كان سيدخلهم التاريخ كأبطال حقيقيين.... لكن كيف لنا ان نتوقع البطولة من  رجال أمريكا و أدواتها في تحقيق استراتيجيتها في مصر و العالم العربي
20. جنرالات مبارك قبلوا بابعاد مبارك ولي نعمتهم استجابة لأوامر أمريكية....  و قد يكون هناك بينهم من يرفض هذا الا انهم كانوا أجبن و أضعف من ان يتكلموا أو يتخذوا اي موقف  و كل ما فعلوه هو امساك العصا من المنتصف  فكل منهم عليه الكثير من المأخذ و يسهل تحطيمه أو بالاحرى كما في اللغة الشعبية كل منهم عينه مكسورة أمام الأمريكان و امام تقارير المخابرات
21. و بعد خلع مبارك بقي كل الجنرالات  يحافظون على مبارك معززا مكرما ليس لأنهم حافظين للجميل بقدر ما هم أجبن من ان يأخذوا اي موقف واضح و صريح.. و أن هناك ارادة أكبر من أرادتهم تحمي مبارك شخصيا.... و كذلك كان صندوق الاسرار عمر سليمان و بقي كل الجنرالات بما فيهم عمر سليمان و رغم امتلاكهم كأفراد و كجماعة كل القوة من جيش و أعلام و معلومات سرية ألا أنهم أستمروا كأخوة اعداء كل منهم يهدد الأخر  بما يمسك عليه من أسرار و كل منهم مجبر على التعاون مع الاخرين ليوفر لنفسه حماية من اي فرد و لم يقدروا حتى على الأنقسام الذي لو كان قد حدث لأنكشفوا جميعا... و هنا يكمن قوة الهيمنة الامريكية عليهم
22. و مع التسليم بالهيمنة الامريكية على الجنرالات يصبح من السهولة فهم كل ما حدث بعد ذلك من تصعيد للأخوان (الغير ثوريين )في خطوات متتالية حتى وصلنا الى ما نحن فيه ....نحن اذا امام عدو خطير يتحكم في جيشنا... و هو امريكا التي عن طريق كامب دافيد تغلغلت بالتدريج في كل ما يخص الجيش و المخابرات
23. مصلحة امريكا في كل ما سبق هي تحييد الجيش المصري كقوة عربية قد تستخدم لتهديد امن اسرائيل مع الحفاظ عليه كقوة تستخدم فقط لتحقيقي مصالح امريكا في الشرق الاوسط و خصوصا المنطقة العربية...  مثل مقاومة الارهاب و الحفاظ على استقرار مصر ( مقصود الابقاء على مص تابع مستقر لمصلحة امريكا)
24. و هذا يوضح لنا لماذا تم تقسيم السلطات في مصر بين الأخوان و بين الجنرالات...  و ذلك لضمان ان لا يخرج الجنرالات عن الهيمنة الامريكية تحت ضغط من الضباط الصغار أو اي ضغط شعبي.... او اقليمي... أما الاخوان فسوف يستمرون  لتحقيق نفس ما كان يوفره مبارك للأمريكان أما ما يتعلق بالداخل المصري فلا يهم الامريكان في شئ سوى ان يكون تحت السيطرة من وجهة نظرهم بالطبع و هو  نفس ما فعلوه مع مبارك طوال 30عاما
ما وصلنا اليه الان لا يحتاج الى نفس النشطاء الذين اضاعوا الثورة بضيق افقهم او حماسهم الصبياني للحرية  بدون فهم و استيعاب حقائق ان الحرية لن تكون بدون أجتثاث جذور الاستبداد.. و مهم هنا ان نؤكد ان كل الاستبداد الذي نعاني منه سببه الفساد و سبب الاثنين هو ان هذا النظام المستبد يؤدي دورا لمصلحة اعداء الوطن و هو أبقاء مصر كلها تابعة له من الناحية الاستراتيجية يتحكم في مقدراتها و في شعبها و في فكره و ثقافته و انتاجه و أهوائه و دينه و تدينه و في كل شئ لخدمة مصالح هذا العدو  و هذا يعني ان اي كلام عن الحرية  يغفل دور العدو المهيمن على هذا النظام انما هو عبث او مجرد لعبة سخيفة للفت الانظار عن الاستبداد الحقيقي الذي يعاني منه الوطن كله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق