عبيط و لا بيستعبط
ما
يحدث الان هو نتاج لما حدث في الماضي و اللي
ما يشوف من الغربال يبقى اعمي او شايف و بيستعبط و لا أدري جقيقة هل نحن شعب عبيط و لا بيستعبط و ما يعرفش
ان حتى الاستعباط مش لايق عليه... و مش حايمنع عنه صفات سيئة... مثل شعب ما عندهوش كرامة أو قل شعب ما عندهوش دم... أو شعب عبيد
يفضلون الموت أذلاء خوفا من الحرية
و كرها لها .. ام شعب مصاب بتخلف عقلي.. او شعب بدون ذاكرة.. او شعب من
البلهاء لا يفرق معهم موت او حياة كالموت .. لماذ تتحملون كل هذا و أنتم فخورين
بهذا الغباء و كل تلك النطاعة.... دعوني
اذكركم :
·
بعد أقل من عام من اظهار عظمتكم و قوتكم و رد كرامتكم و
أثبات اننا أحياء لم نمت و اننا لن نقبل الاهانة و لن نفرط في حقوقنا و لا ثأرنا و
لا في أرضنا في مصر و في كل العالم العربي
بعد أقل من عام من اكتوبر1973 اذ
بالسادات يعبث بكيان المجيمع المصري و
يغير التركيبة الاقتصادية و الاجتماعية للمصريين فيما سمي بالانفتاح
الاقتصادي..... متخليا عن دعم الدولة
للفقراء و العمال و صعدت طبقات جديدة و
هبطت طبقات من موظفي الدولة و المهنيين العاملين بالقطاع العام عصب الاقتصاد
المصري.. و اصبح تجار العملة و السماسرة و تجار الكماليات و الوجبات السريعة هم من
يتحكمون في البلاد و اقتصادها و فتح الباب للمهربين ان يكونوا في طليعة المجتمع
المصري....
·
و اثناء انشغالنا بالجري و البحث عن لقمة العيش و فقدان
المقاومة لدى موظفي الدولة من جميع المستويات انتشرت الرشاوي و العمولات و الصفقات
المريبة و التحكم في التراخيص التجارية الى
حد الفضيحة التاريخية بمنع بيع اللحوم الحمراء بقرار من رئيس الجمهورية
لمدة شهر كامل لاتاحة الفرصة لمستوردي الدواجن و الطيور الجارحة لتصريف بضاعتهم و
تحقيقي مكاسب خيالية
·
و بعدها راينا قرارات رفع الاسعار و كان الرد قويا واضحا
فثارت الشوارع و اعلنت الاحكام العرفية و تراجع النظام عن قراراته و كنا حتى تلك
اللحظة نحتفظ بقدر من المقاومة و من العقل
و من القدرة على الدفاع عن حقوقنا ....
·
و تزامن هذا مع استسلام رخيص للارادة الاجنبية الامريكية
في توقيع سلام مهين مع عدونا الابدي الذي لا يريد السلام بل يريدنا فقط ان نؤمن به
لنزع الغضب من نفوسنا و تحويلنا الى مجرد باحثين عن المال في ظل انفتاح يعلي من
قيمة المادة و يخفض من قيمة الكرامة و العقل و الحقوق... فأصبحنا في سباق حيواني
للفوز بكل المتع الحسية بدء من طعام الى النساء و المخدرات مرورا بالجنز و التلفزيون
الملون والتكييفات و السيارات و كل هذا لم يحصل عليه الا السماسرة و المرتشين و
صبيان تجار المخدرات و العملة و مع
انهيار قيم المجتمع نسينا عدونا و تم اخصاء ارادتنا و كرامتنا الوطنية
·
و خلال نفس الفترة التي تلت اكتوبر 1973 و حتى اغتيال السادات ظهرت التنظيمات الدينية
من تكفير و هجرة و عاد الاخوان للظهور ببجاحة و تكونت الجماعة الاسلامية... و كل
هذا لم يكن عبثا بل بالتوازي مع الانفتاح الكارثي و مع مباحثات السلام مع
الامريكان و الصهاينة في تناغم و تخطيط خبيث و تغطية اعلامية داعرة فاجرة
تخدع كل المصريين
·
و قتل جنودنا في قبرص في مطار لارناكا و كل رد الفعل كان
ان نستمع لخطاب متشنج من السادات و ليس اكثر
·
و فتحت ابواب مصر للامريكان يمرحون و يصلون للموظفين في
كل المحافظات و يعقدون الصفقات و و يقررون المعونات و يغرقون الجميع بالرشاوي و كل
هذا اكيد بمقابل و المقابل هو شراء النفوس حتى يثبت الامريكان اقدامهم في ارض الكنانة التي
كانت محرمة عليهم و على مخابراتهم حتى اكتوبر 1973
·
و قاطعنا العرب و الشعوب العرببية التي كانت حتى الامس
القريب تعشق مصر و كل ما هو مصري و كيف لا و مصر كانت عنوان الصمود العربي و امل
العرب في استعادة فلسطين و فجاءة اصيب الجميع بالخذلان منا و من النظام الذي
يحكمنا
·
و ظهرت الفتنة الطائفية و التي كانت بالنسبة لنا شئ لم
نعهده من قبل و ظهرت المعتقلات التي كان يروج لنا انها أختفت مع اختفاء مراكز
القوى و ثورة التصحيح التي اعلنها السادات في بداية حكمه
·
و تمت مصادرة الصحف و تمت محاصرة الاحزاب التي تم السماح
بها بدعوى الديموقراطية و لكننا فوجئنا بديموقراطية لها انياب كما صرح السادات
نفسه بهذا حرفيا
·
و قامت الدنيا من حولنا في لبنان و في افغانستان و في
ايران و كلها صراعات كان الطابع الديني محورها الرئيسي في ظاهرة جديدة في المنطقة و تغافل عن هذا
السادات الذكي اللماح المخضرم ...... و
للتذكرة كان هو من اخرج الاخوان من السجون و من سمح بأنشاء الجماعة الاسلامية في
الجامعات حتى يتم محاصرة و القضاء على من يطلق عليهم اليساريين و الناصريين و لكنه
في قرارة نفسه كان ينوي القضاء على معارضيه
·
و تم أخفاء اخبار مهمة عن مشاركة النظام المصري و
مخابراته في ازمات افغانستان و على سبيال المثال توريد 2000 حمار للمجاهدون الافغان
على يد حسني مبارك و ابو غزالة و راينا
السلاح الامريكي يحل محل السلاح الروسي و راينا القواعد الامريكية على ارض مصر
·
و عاد الصحفيين من امثال على امين و مصطفى امين الى
الواجهة مرة اخرى ليطبلوا للسادات و هم من لهم ماضي في العمالة و ظهرت الصحافة التي تبث صور الزعيم المؤمن و
هو يصلي و هو بالبيجاما يلعب مع حفيده حتى
و هو يحلق ذقنه
·
و راينا انتخابات تزور لصالح رجال السادات في حزب مصر ثم
الحزب الوطني و رأينا نوعية رجاله في
البرلمان من تجار و مقاولين و اثرياء الانفتاح... و رأينا زواج بناته من اولاد
اكبر الراسماليين في مصر وقتها سيد مرعي و عثمان احمد عثمان
·
و رأينا حوادث الفنية العسكرية و قتل الشيخ الذهبي و
راينا تطوع الشباب للجهاد في افغانستان برعاية و تشجيع النظام
·
و رأينا علم
الصهاينة يرفرف في سماء القاهرة على سفارة لهم و رأينا الامن يقبض على من يعترض
على وجودهم على ارضنا
·
و راينا الطامة الكبرى قبل اغتيال السادات بستة شهور...
و كانت اغتيال وزير الدفاع الفريق احمد بدوي و معه ثلاثة عشر من قيادات القوات
المسلحة المصرية و تم أدراج الموضوع كقضاء و قدر
و للاسف سكت المصريين و كان هذا اول علامات موتهم السريري في مجال الكرامة
و الاحساس بالوطنية
·
و رأينا ابنة الشيخ الحصري تغني امام الرئيس و سمعنا
فايدة كامل تغني للسادات و كل كلامه حكم
·
و تم اغتيال السادات و صدقنا ان هؤلاء التافهين في جماعة
تافهة هم اصحاب القرار في اغتياله و نسينا ان كل ما سبق من مصائب سببها دخول
الامريكان و مخابراتهم لمصر على يد السادات
·
و كانت تلك اللحظة الفاصلة هي اثبات على دخول المصريين
مرحلة الغيبوبة التامة و الاستسلام لما يقرره الامريكان و لما يريدون لنا ان نعرف
او نفهم
مضطر للتوقف الأن فقد استنفذت مخزون الادرينالين و قريبا ستكون هناك تكملة لعصر مبارك الذي اتي لخدمة الاهداف الأمريكية و لم ياتي بالصدفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق